نجاسات لا تطهر بالماء
من
المعروف
عقلا كما هو
وارد شــرعــا إن
الإنسان عندما يتعرض
إلى أي نوع من النجاسات
أول عمل يبادر إليه هو التطهر
من هذه النجاسات ، ولكن بعد أن
يعرف كيف يتطهر منها وبأي شيء يتطهر منها.
وكما من الله علينا بعلمائنا الأعلام حيث وضحوا
لنا النــجاسـات وكــيفية التطهر منها في كتبهم
(رسائلهم العملية) حيث وضحوها وصنفوها ومنا
(الميتة والدم والكلب والخنزير...) وغيرها ، وكما
تعرف عزيزي القارئ الكريم بأنهم وضعوا
في المقابل المطهرات لهذه النجاسات
وهي متعددة ومختلفة بحسب نوع
النجاسة لكن المطهر الأعظم هو
الماء وكما تعرف بان الماء طاهر
ومطهر ، فأكثر النجاسات التي
يتعرض لها الإنــــسان يقوم
بالتطهر منها بالماء والأمثلة
على ذلك كثيرة .
احذروا النجاسات التي لا تطهر بالماء
عزيزي القارئ
إن كل مـا ذكر هو
بخصـوص الــنجاسات
الظاهـرية التــي تـصيب
الإنسان ، لكن هناك نجاسات
وخبائث باطنية تصيب الإنـسان
وكثيرين غافلين عناه
، وغافلين عـن سبل
الــتـطـهــر مــنـهـــا.
ولكي نقتصر عليك الطريق سوف
نذكر لك أصول هذه النجاســـــات
والخبائث وكيفية التطهر منها أملين
أن تكون من المسارعين للــــتطهر
من هذه النجاسات
لأنه كما ذكـرنا بــان
الإنــسـان يـــسارع
للتطهر من أي
نجاسة تصيبه
أو يتعرض إليها
فكن من المسارعين وكن من العاقلين.
أصول النجاسات والخبائث الباطنية خمسة أمور:
الأول : الكبر والتفاخر والهوى .
وهي بمنزلة الكلب والخنزير والكافر والمطهر لهذا النوع من النجاسات إضافة إلى الاغتسال بماء التوبة والاستغفار هو التواضع لعبادة الله والتذلل والتضرع بين يدي الله تعالى ومقت النفس لاكتساب رضا الله كما هو مضمون الحديث الشريف (جعلت رضاي في سخط النفس).
الثاني : الحقد والحسد والعداوة.
وهي بمنزلة الميتة في النجاسات الظاهرية ، والطهر لها ، تقوية الإيمان واليقين بالله تعالى ، بان يعتقد اعتقادا جازما بأنه لا ضار ولا نافع إلا الله ، وانه لا إرادة فوق إرادة الله (إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله).
الثالث : الظلم .
والذي هو بمنزلة الدم في النجاسات الظاهرية ، ومطهره هو الخوف من العذاب الإلهي الذي أعده للظالمين (إن جهنم كانت مرصادا * للطاغين مئابا ) ، (فان الجحيم هي المأوى).
الرابع : إتباع الشهوات.
والذي هو بمنزلة البول والغائط في النجاسات الظاهرية ، وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ما ملأ أبن ادم وعاء شرا من بطنه).
ومطهره هو الجوع والتفكر في فناء الذات الدنيوية ، وأول مراتبه هو أن لا يأكل شيئا حتى يجوع ، ويقوم عن الطعام وهو يشتهيه ، وكذلك يسعى لإصلاح نيته في الأكل والشرب وهو أن لا يأكل ويشرب لغرض اللذات المادية بل بنية تقوية البدن للعبادات وخدمة الأهل والسعي في حاجات المؤمنين والإتيان بالواجبات الإلهية.
الخامس : حب الدنيا والغفلة عن ذكر الله تعالى.
(... فمن الناس من يقول ربنا أتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق) ، الرائحة العفنة لقذارة حب الدنيا اشد من جميع النجاسات وأكثر قيحا وبشاعة ، فهي كالخمر في النجاسات الظاهرية ، فكما إن الخمر يسكر الإنسان ويفقده عقله ، فكذلك من سكر بحب الدنيا فأنه يسقط من مستوى الإنسان ، فحب الدنيا حقيقتا رأس كل خطيئة.
والمطهر من مرض حب الدنيا هو ذكر الموت والقيامة ولقاء الله والتقليل من الطموحات والأماني والتفكر في زوال الدنيا وأهلها.
رائحة حب الدنيا العفنة تظهر وتؤثر بعد الموت ، ولكن أولياء الله يشاهدون ذلك في هذه الدنيا ، وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام (مثل حب الدنيا كمثل ماء البحر ، كلما شرب منه العطشان أزداد عطشا حتى يقتله).
ولأجل الاختصار نكتفي بما ذكر دون التعرض للأدلة على هذه النجاسات الباطنية الواردة في الآيات والروايات ، وعلى كل حال يجب أن نعلم إن من أهم الأمور هو إزالة هذه النجاسات ، وعلى كل فرد أن يسعى بكل طاقته للتخلص من هذه الخبائث القلبية والباطنية وإقصائها عنه كما يطهر بدنه من النجاسات الظاهرية.
وكما تعلم أيها القارئ الكريم –وكما يعلم الجميع- بأننا في زمن غيبة الإمام
المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ، واحد الأمور الواجبة علينا هو الانتظار
فتأمل قليلا وفكر ... ما هو الانتظار ؟ وكيف الانتظار ؟ والى متى الانتظار؟؟؟.
هنا أسألك أيها القارئ الكريم ... هل ننتظر غائبا لا يعود؟!!!.
نعم!!... نعم هذا ما تدل عليه أفعالنا وأعمالنا وسلوكنا اليومي السائد.
بالله عليك: لو اتفقت مع احد أصدقائك للذهاب إلى مكان معين أو لانجاز قضية معينة ووعدك بأنه سوف يأتي إليك وتذهبا لقضاء أمركما ... ماذا تفعل؟!!!.
أول شيء تقوم به هو أن تطهر نفسك وتلبس أحسن ما عندك لكي تظهر بالمظهر الجميل والنظيف أمامه.
وان تكون مستعد للذهاب معه فور وصوله، وهذه ابسط الأمور التي تفعلها ومع من ، مع صديق من أصدقائك ، أسألك بالله كيف إذا كنت تنتظر صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، أيصح أن تلقاه ونفسك مليئة بهذه الخبائث والنجاسات ...
أيصح أن تلقاه وأنت غير مستعد للقائه...
أيصح أن تلقاه وأنت غير مستعد لنصرته...
وكيف ستكون معه لقضاء الجهاد الأصغر وأنت لم تنتهي من الجهاد الأكبر –جهاد النفس- وغيرها من الأمور التي لا يسعني ذكرها.
كن واثــقا
عزيزي القارئ
بـأنـك إذا بـقــيـت
على هذا الحال وبقية
هذه الخبائث والنجاسات
موجودة فيك ، تأكد بأنك عندما
يظهر الإمام عجل الله تعالى فرجه
الشريف ستقول له (...اذهب أنت وربك فقاتلا...) .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمتا انك أنت الوهاب.