التلوث البيئي وأثره على سلامة الغذاء
تعد مشكلةالتلوث البيئي من أخطر مشكلات العصر،وأكثرهاتعقيدا وأصعبها حلا، فهي مشكلةذات أبعاد صحية واجتماعية واقتصادية، لذا لا يجب أن تعامل قضايا البيئة على أنها مجرد قضية تلوث بيئي بل يجب ان تعالج بوصفها ادارة وتنمية الموارد الطبيعية، ولايجب تبسيطها، واعتبارها مسألة عادات وسلوكيات سيئة في المجتمع، بل قضية ذات أولوية تتطلب لحلهامشاركة شعبية وفعالية أكثر للمؤسسات الاعلامية في المجتمع.
سلامة وأمن الغذاء
يؤكد الباحث عماد سوسان المهتم بالشأن البيئي، ان الأغذية تعتبرأحد المكونات الاساسية للبيئة المحيطة بالانسان والتي تحدد نوعها بالمتغيرات الأخرى ويسبب التلوث البيئي نشوء مشكلات تتعلق بصحة الانسان وسلامته، حيث تزداد نسبة الأمراض التي يطلق عليها اسم امراض التلوث البيئي ومنها حدوث تشوهات الأجنة وزيادة نسبة الأمراض الوراثية.
التلوث البيئي البيولوجي
يذكر الباحث سوسان ان هذا النوع من التلوث الغذائي يسبب كائنات حية ممرضة منها البكتيريا والطفيليات والفيروسات والفطريات وتصل إلى الانسان عن طريق مصادر الغذاء الحيوانية والنباتية، ويعتبر الانسان أحد مصادر هذا النوع من التلوث، وتنتج هذه الميكروبات سموما ميكروبية ينجم عنها حدوث حالات التسمم الغذائي ويعتبر الغذاء الملوث بالميكروبات من أهم أسباب اصابة الانسان بالأمراض، وتكمن خطورة بعض هذه الميكروبات في أنها تفرز سموما مقاومة للحرارة، ولا يقضى عليها إلا بالتسخين لمدة طويلة، ومن أخطر أنواع البكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي بكتيريا (الكلوسترديديوم) حيث تعيش هذه الميكروبات في معلبات لحوم الأبقار والدواجن والأسماك وبعض الخضراوات والفواكه، وقد يتلوث الطعام ببعض أنواع الفيروسات مثل فيروس التهاب الكبد، أما عن الفطريات فيعيش بعضها على الألبان والفول السوداني والحبوب والزبدة وتفرز هذه الميكروبات سموما خطيرة.
التلوث البيئي الكيميائي
ويعتبر هذ النوع من ا لتلوث الأكبر حجما بين أنواع الملوثات البيئية ومن أهم مصادره المبيدات الحشرية والفطرية ومبيدات الحشائش، حيث تعدمشكلة متبقيات المبيدات في الغذاء الأكثر خطورة، لما لهذه المركبات من خاصية التراكم في الانسان والحيوان والبيئة، وينتج ذلك عادة من الاستخدام السيء لهذه المبيدات وبالنسبة للغازات الناتجة من عوادم السيارات يعتبر غاز أول أكسيد الكربون السام من أهم نواتج عوادم السيارات المؤثرة على البيئة وعلى الانسان ومن نواتج عوادم السيارات السامة عنصر الرصاص الذي يصل إلى الغذاء إما بسبب الزراعة بجانب الطرقات أو عرض المواد الغذائية بطرق غير صحية على جوانب الطريق وهذا العنصر يسبب الأمراض للانسان ومنها أمراض الجهاز العظمي و العصبي.
أما الأسمدة الكيميائية وهي مواد ملوثة للتربة والمياه ولها آثار سيئة على صحة الانسان، وتعتبر أيضا مخلفات المصانع من أخطر المواد التي تلوث التربة والماء الناتج عن مخلفات المصانع وهي مركبات سامة ولها أثرها السيء على البيئة والغذاء وعلى صحة الانسان، وتصل هذه الملوثات إلى الغذاء عن طريق الاستعمال المباشر لها كالأسمدة والمبيدات أو غير المباشر الغازات الناتجة عن المصانع وغيرها ولأن هذا النوع من التلوث هو الأكبر والأخطر لذا يجب وضع برامج لتقليل انبعاث الغازات من المصانع ومن عوادم السيارات وتقليل استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية والتركيز على بدائل أكثر امانا، وترشيد استخدام المبيدات ومنع استيراد واستعمال المبيدات المحظور استخدامها في العالم.
كما ان هناك بعض الملوثات الكيميائية في الغذاء والتي عادة ما تضاف بفعل الانسان والتي تشمل المضادات الحيوية والهرمونات التي تستخدم لعلاج الحيوانات ولتسريع نموها، وتشمل أيضا النكهة واللون،وهذه المركبات الكيميائية اثبتت مسؤوليتها عن العديد من أنواع السرطان المنتشر حاليا.
التلوث البيئي الإشعاعي
يقول الباحث سوسان أنه تم التركيز على هذا النوع من التلوث لكثرة مصادر الاشعاع التي تشمل مصادر طبيعية ومنها الأشعة الكونية والأشعة المنبعثة من الصخور،ومن بعض العناصر المشعة.
أما المصادر الناتجة عن أنشطة الانسان فهي تشمل أشعة اكس والأشعة المستعملة في المجالات الطبية بالإضافة إلى الأشعة الصادرة من المفاعلات النووية والأسلحة الذرية والأشعة الصادرة عن الأجهزة الكهربائية والالكترونية وتكمن خطورة هذه الأشعة لدى نقلها إلى جسم الانسان في كونها تسبب أمراضا خطيرة مثل السرطان وأمراض الدم والجلد وتشوه الأجنة.